براءة الطفولة وألم الحرب و “الموت بألف جرح”.. يعبر عنها الاطفال بعيدهم بيوم اللاجئين وتكريم من يحاولون رسم الفرحة على وجوههم

Hany Khater 20 يونيو، 2021

0 3 دقائق

براءة الطفولة وألم الحرب و “الموت بألف جرح”.. يعبر عنها الاطفال بعيدهم بيوم اللاجئين وتكريم من يحاولون رسم الفرحة على وجوههم .

هولاء الاطفال يئن قلوبهم شوقًا إلى كتاباتها وعبثهم على جدران بيوتهم وربما إلى امهاتهم أو ابيهم أو أسرتهم،
فكل لوحة رسمت اليوم ما هى الا لوحة إعلانات في خيمة باردة في إحدى مخيمات الموت، وتقول : «هذه الصور تُظهر ما رأيته، رأيت هذه المشاهد بعيني رأسي».

لا يقتصر الشعور بالخوف والرعب والألم من هول الصور والمشاهد التى رأها ويراها الاطفال المشردون كل يوم تحت اسم لاجئين ، فها هو حالهم وما تبقى منهم .

ومع قسوة ومرارة الشوق الذي يعتصر قلوبهم إلا أننا لا نستطيع أن نجسد معاناة الطفولة فقط ، فهناك الآلاف من المهجرين والمشردين والمفقودين من الأطفال، بينما تغص مخيمات اللجوء أو ما تسمى بـ «مخيمات الموت» أو «مخيمات العذاب» بالأطفال أيضًا والذين يحمل كل منهم في مخيلته ما هو قاس كفاية لمشهد مر به في بلده لينتقل بوجوده في بلد آخر إلى قسوة من نوع آخر، وربما ينضم إلى غيره من أطفال التسوُّل في أزقة أحد البلدات وهذه حقيقة مرّة لا يجب إغفالها فقد أصبحت ظاهرة خطيرة لدى أطفال اللجوء، وابائهم وامهاتهم أحياناً ، حتى يحصلون على قوت يومهم ، فما يقدم لهم لا يكفى سوى بضع ايام ، إن استطاعوا الحصول عليه من الاساس .

فاليوم بتوجيهات الدكتور ناصر السلامونى رئيس الاتحاد الدولى للصحافة العربية بترشيح من السيد / هانى خاطر-نائب رئيس الاتحاد ومدير مكتب المملكة المغربية و بمقر الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة وأعضاء من جمعية شرق غرب بالدار البيضاء

المتعاونون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالرباط ، تم عمل يوم تحسيسي لبعض الاطفال اللاجئين والمهاجرين بالمملكة المغربية ، وللأسف لظروف الوباء والإجراءات الاحترازية التي وضعتها حكومة المملكة المغربية لم نستطيع دعوة الكثير منهم .

ظل الاطفال ما يقرب من ثلاث ساعات يلهون ويلعبون ويرسمون ويغنون كانه اول يوم لهم في الحياة .

قام الاطفال بالغناء واللهو كثيرا بطريقتهم البريئة وهم يرسمون ما جاء بخيالهم ، ويستخدمون قصاصات الاوراق الملونه لتزين رسوماتهم ، التى ظهر عليها الفرحة العارمة المبطونة بحزن لا حدود له ، على ضياع طفولتهم وحياتهم ومستقبلهم المبهم و على وطنهم الفقيد .

أعياد مرّت برائحة الدم

فكلنا نعلم أنه لا تُذكر كلمة الطفولة في مكان إلا ويُذكر معها العيد، أن تكون طفلًا لاجئ يعني أن أعيادًا كثيرة مرّت عليك دون أن يلامس شغاف قلبك لون من ألوان البهجة، حيث اعتاد أطفال اللعب، ولكن فى أغلب البلدان لا صوت يعلو فوق صوت المدافع وهدير الطائرات، بينما أزاح صوت الرصاص عن السماء أصوات العصافير وضحكات الأطفال ولهوهم ومرحهم الملائكي البريء

أحلامهم ليلة العيد بالعيدية والألعاب قد تلاشت وتجسّدت في النجاة من الموت المحتم أو بلقمة تسد وطأة جوعهم الكاسر، كما لم يعد للباسهم الجديد الذي ينتظرهم في الصباح الباكر مكان، فبيتهم قد تهدهم، وذاكرتهم الصغيرة مُلئت بآلاف الصور، بينما اكتسحت مشاهد الخوف والرعب مخيلتهم، وامتزجت أنفاسهم برائحة الدم

ولكن ما حدث اليوم يثبت أنه لا تبقى الا خيالات الأطفال فهي الأجمل والأوسع أفقًا على مر الوجود، لذلك من المهم أن يكون الطفل ضمن بوتقة الرعاية الفكريّة والنفسيّة والجسديّة الصحيحة قدر الإمكان في ظل ظروف الحروب والانتهاكات، لاختصار النتائج السلبية ودفعه إلى إظهار طاقاته وقدراته في أي مجال كان، فالطفل اللاجئ مازال يموت ويواجه أخطارًا فادحة، فلنجعل من حمايته هدفًا شاملًا وعاجلًا شأنه شأن إنهاء الحرب.

ولم يسع ْ أي لاجئ أن يقول سوى ما قاله غسان كنفاني في روايته (عائد الى حيفا) :
“أتعرفين ما هو الوطن يا صفية: الوطن هو ألا يحدث ذلك كله ”
نحن على أملٍ بامتلاك تلك التأشيرة التي ستقلنا إلى وطننا ونحن على أملٍ أننا سنعود .

الطفلة خديجة تقول لنا بيعينها الصغيرتين البريئتين
ما زلتُ عالقه بين الأمسِ والحاضرِ، بين الحب ِوالكُره، بين الحزنِ والفرحِ، بين وطني القديمِ والحاضر، ما زلتُ معلقه في قلوبِ الأمواتِ والأحياء.. هل أنا ميته أم حيه؟

وبعد انتهاء اليوم قام السيد: هانى خاطر- نائب رئيس الاتحاد الدولى للصحافة العربية ومدير مكتب المملكة المغربية نيابه عن الدكتور ناصر السلامونى رئيس الاتحاد بتقديم شهادات شكر وتقدير لجنود الخفاء والجيش الابيض الساهرين على راحة وحماية اللاجئين بالدار البيضاء .

– السيدة / وفاء بلحمر

الكاتبة العامة للجمعية المغربية لتنظيم الأسرة .